Bene Elohim (בְּנֵי־הָאֱלֹהִים) أصل الحكاية 2:3

قصة بني إسرا-ئيل كما لم تعرفها من قبل

الفصل الرابع: إبراهيم وإيل عليون وبداية التوحيد

 

1. الخلفية التاريخية لعصر إبراهيم

يُعدّ إبراهيم شخصية محورية في تاريخ الديانات السامية، إذ يُنظر إليه بوصفه أحد أوائل من حمل فكرة الإله الواحد. غير أن دراسة شخصيته من منظورٍ وصفيٍّ توثيقي تتطلب التعامل معه كشخصية تنتمي إلى بيئةٍ دينيةٍ متعدّدة الآلهة في الشرق الأدنى القديم، وتحديدًا في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت تفاعلاً واسعًا بين حضارات الرافدين وبلاد الشام ومصر.

كان إبراهيم – بحسب النصوص التاريخية – قادمًا من مدينة أور الكلدانيين، وهي مركز ديني وثقافي مهم في جنوب بلاد الرافدين، حيث ازدهرت عبادة القمر نَنَّا (سين). وهذا يعني أن البيئة التي نشأ فيها كانت تؤمن بآلهةٍ متعددة تمثل قوى الطبيعة والكواكب والعناصر، مثل شمش (إله الشمس) وعشتار (إلهة الحب والخصب) وإنليل (إله الهواء).

حين انتقل إبراهيم شمالًا نحو حرّان ثم إلى أرض كنعان، دخل بيئة جديدة تهيمن عليها عبادة إيل وبعل وعشيرة، وهي آلهة تحمل وظائف مختلفة ضمن النظام الإلهي الكنعاني. هذه النقلة الجغرافية والدينية شكّلت خلفية فكرية خصبة لتطور تصورٍ جديد عن الإله.

 

2. إيل عليون: الإله العلي

تُشير بعض النصوص القديمة إلى أن إبراهيم عرف إيل عليون (بالعبرية: ’El ‘Elyon) أي “الإله العليّ”. يظهر هذا الاسم في سياقٍ يرتبط بمدينة سالم (القدس القديمة) التي كان ملكها ملكي صادق يُلقب بـ “كاهن إيل عليون”.

إيل عليون هو أحد ألقاب الإله إيل في الميثولوجيا الكنعانية، ويعني “الإله الأسمى” أو “العليّ فوق الآلهة”. وقد ورد ذكره في النصوص الأوغاريتية باعتباره الإله الذي يجلس في مجمع الآلهة على قمة الجبل السماوي، ومنه تصدر الأحكام والقوانين الإلهية.

حين يُقال إن إبراهيم قدّم تقدمة لإيل عليون، فهذا يشير إلى أن إبراهيم لم يكن خارج الإطار الديني السائد في عصره، بل كان يتفاعل مع منظومةٍ كنعانيةٍ قائمة، مع بروز ميلٍ فكريٍ نحو الإعلاء من شأن الإله الأعلى على حساب الآلهة الأخرى.

 

3. من التعدد إلى التوحيد

يرى عدد من الباحثين أن ما حدث في زمن إبراهيم لم يكن ظهورًا فجائيًا للتوحيد، بل تطورٌ داخليٌّ في الوعي الديني السامي نحو التركيز على إلهٍ واحدٍ متعالٍ عن بقية القوى الإلهية.

فبينما كان الكنعانيون يرون إيل الإله الأعلى ضمن مجمع من الآلهة، بدأ إبراهيم – كما تعكس النصوص – ينظر إلى هذا الإله على أنه الإله الأوحد المستحق للعبادة دون سواه.

وعليه، فإن التحول في زمن إبراهيم يمثل تمردًا على التعددية الوثنية في عصره، وليس نفيًا لوجود المفاهيم الدينية السابقة. فقد أخذ إبراهيم صورة “إيل العلي” وأضفى عليها بعدًا شخصيًا وروحيًا، ما جعل العلاقة بين الإنسان والإله علاقة مباشرة، لا تمر عبر وسطاء أو آلهة فرعية.

 

4. ملامح الفكر الإلهي في زمن إبراهيم

تتجلّى في روايات عصر إبراهيم عدة أفكار تدل على بداية الوعي بوحدانية الإله، منها:

الإيمان بإلهٍ خالقٍ للسماء والأرض، لا يقتصر سلطانه على منطقةٍ بعينها.

الإله يتصف بالعهد والاختيار، إذ يقيم علاقة ميثاقية مع الإنسان الصالح.

غياب فكرة التمثيل المادي للإله، إذ لا تُذكر له تماثيل أو رموز.

انتقال العبادة من الهياكل الثابتة إلى المذابح البسيطة في العراء، مما يشير إلى تحرر المفهوم الديني من الشكل الطقوسي الصارم.

هذه الخصائص لا تمثل توحيدًا خالصًا بالمعنى الفلسفي المتأخر، لكنها تشكل نواة فكرٍ دينيٍّ جديد يقوم على وحدة الإله وارتباطه الأخلاقي بالإنسان.

 

5. أثر إبراهيم في الفكر الديني اللاحق

أصبح نموذج إبراهيم مثالًا أوليًا للانتقال من الإيمان المحلي إلى الإيمان الكوني، ومن التعدد إلى الإفراد. وقد تبنّت الجماعات الإسرائيلية اللاحقة هذا المبدأ وجعلته جزءًا من هويتها الدينية والسياسية.

ففي المراحل التالية، عندما توحدت الممالك الإسرائيلية واليهودية، جرى دمج صفات إيل عليون في يهوه، فصار “يهوه العليّ” هو الإله القومي الأعلى.

هذا الدمج يمثل استمرارية فكرية لما بدأ في عصر إبراهيم، إذ لم يُلغِ التراث الكنعاني، بل أعاد تأويله ضمن رؤيةٍ جديدة ترى الإله العلي مصدر الخلق والقوة والعهد.

 

6. خلاصة

يمكن القول إن مرحلة إبراهيم تمثل التحول الفكري الأعمق في تاريخ الديانات السامية.

ففيها بدأ الإنسان ينظر إلى الإله لا بوصفه قوة طبيعية ضمن مجمع من الآلهة، بل بوصفه الكائن الأعلى الواحد الذي تتفرع عنه القيم والنظام الكوني.

ومن هذا المنطلق، فإن إيل عليون في فكر إبراهيم كان الجسر الذي عبرت عليه الفكرة التوحيدية الأولى من رحم الميثولوجيا الكنعانية إلى أفقٍ جديدٍ من الإيمان بالإله الواحد.

 

الفصل الخامس: أبناء إيل وصراع الآلهة

 

1. تعدد الأبناء الإلهيين في الميثولوجيا الكنعانية

تصف النصوص الأوغاريتية من رأس شمرا مجمع الآلهة الكنعاني بأنه عائلة إلهية كبيرة يتصدرها الإله إيل وزوجته عشيرة (Asherah)، ولهما عدد من الأبناء يُعرفون باسم “بنو إيل” (bn ’il).

كان كل إله من هؤلاء الأبناء يمثل قوة طبيعية أو وظيفة كونية محددة، ومن أبرزهم:

بعل (Haddu / Baʿlu): إله المطر والعواصف والخصب.

يَم (Yamm): إله البحر والمياه العميقة.

موت (Mot): إله الموت والعالم السفلي.

شَحَر وشالِم (Shahar & Shalim): إلهي الفجر والمساء.

عَثْتَر (Athtar): إله النجم الصباحي (كوكب الزهرة).

كانت العلاقة بين هؤلاء الأبناء تمثل انعكاسًا رمزيًا للصراع بين قوى الطبيعة المتناقضة — بين الحياة والموت، الخصب والجفاف، النور والظلمة.

 

2. الإله بعل: الوريث الثائر

برز بعل بوصفه الإله الأبرز بين أبناء إيل، إذ كان يمثل المطر والعاصفة، وهما أساس الحياة الزراعية في بلاد الشام.

وفي الأسطورة الأوغاريتية، يظهر بعل باعتباره البطل المنتصر الذي يحارب “يَم” إله البحر، ويرمز بذلك إلى تغلب النظام الزراعي على فوضى المياه البدئية.

بعد أن يهزم بعل خصومه، يبني قصره على جبل صافون (جبل الأقرع حاليًا قرب اللاذقية)، ويصبح سيد الكون بعد إيل.

لكن هذا الانتصار لا يدوم، إذ يدخل بعل في صراع جديد مع “موت”، إله الجفاف والموت، وتنتهي المواجهة بموت بعل مؤقتًا ثم عودته إلى الحياة، وهو ما يرمز إلى دورة الفصول السنوية.

 

3. يهوه وبعل: تشابه الأصل وتباعد المصير

تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن يهوه (YHWH) قد ظهر أولاً كإله محلّي في منطقة جنوب كنعان، وربما في تيمان أو سعير (حسب نصوص قديمة مثل دَبُورَة 5:4).

وفي المراحل الأولى، كان يهوه يُصوَّر كإله عاصفة ورعد، تمامًا مثل بعل.

كلاهما يُركب السحاب، ويُطلق الرعود، ويُنسب إليه إنزال المطر والخصب، وهو ما جعل صفاتهما متقاربة إلى حد التطابق في بعض المزامير القديمة.

ومع تطور الفكر الديني الإسرائيلي، تم استيعاب خصائص بعل في شخصية يهوه، مع رفض الاسم والرموز الوثنية.

أصبح يهوه هو الإله الوحيد الذي “يركب السحاب”، وهو اللقب الذي كان مخصصًا لبعل.

وبهذا المعنى، لم يكن التحول رفضًا للرمزية الزراعية نفسها، بل إعادة تأويلها ضمن إطار توحيدي قومي جديد.

 

4. الصراع الديني في إسرائيل القديمة

شهدت المراحل المبكرة من تاريخ إسرائيل صراعًا مستمرًا بين عبادة يهوه وعبادة بعل.

تشير النصوص التاريخية إلى أن كثيرًا من الإسرائيليين كانوا يجمعون بين العبادتين، وهو ما أثار انتقادات الأنبياء في فترات لاحقة.

يُذكر أن معبد بعل صفون ومزارات “عشيرة” كانت منتشرة في مناطق الشمال، خصوصًا في السامرة والجليل، بينما كانت أورشليم تميل إلى عبادة يهوه وحده.

وقد تناولت الأسفار التاريخية هذا الصراع بصيغةٍ دينيةٍ لاحقة، إذ تُصوّر أنبياء مثل إيليا وهوشع وإرميا المعركة بين يهوه وبعل على أنها معركة بين الإيمان الحقيقي والوثنية.

لكن في جوهرها كانت انعكاسًا لتحولٍ فكريٍ عميقٍ في مفهوم الإله من صورةٍ طبيعية خصبة إلى صورةٍ معنوية متعالية.

 

5. أثر بعل ويهوه في البنية الدينية اللاحقة

بقيت رمزية بعل — إله المطر والخصب — راسخة في الثقافة الشعبية للمنطقة حتى بعد تلاشي عبادته الرسمية.

أما يهوه فقد تطور تدريجيًا ليصبح إلهًا عالمياً، يسيطر على الطبيعة كلها، لا على المطر وحده.

وبذلك انتهى الصراع بين بعل ويهوه بدمج صفات الأول في الثاني، وتحويلها من رموز طبيعية إلى صفات أخلاقية وروحية.

هذا التحول أسّس لمفهومٍ جديدٍ للإله، إذ لم يعد يُقاس بقدرته على إنزال المطر أو إخصاب الأرض، بل بقدرته على تدبير الكون ومحاسبة الإنسان.

 

6. خلاصـة

يمثل صراع أبناء إيل — وبخاصة بين بعل ويهوه — مرحلة مركزية في تطور الفكر الديني السامي.

فقد تحولت الأساطير الطبيعية إلى تعبير عن صراعٍ فكري بين التعدد والتوحيد.

وبينما كان بعل رمزًا لقوة الطبيعة المتجددة، أصبح يهوه رمزًا للعقل الكوني المنظِّم، ومن خلاله نشأت العقيدة التي ترى أن الإله واحدٌ فوق الجميع، لا يُشاركه أحدٌ في سلطانه.

 

الفصل السادس: الأسطورة المصرية وتأثيرها في المعتقد الكنعاني

 

(ست وحورس وبعل – التلاقح بين الميثولوجيا المصرية والكنعانية)

1.الجذور المصرية في الفكر الديني المشرقي

الجذور المصرية في الفكر الديني المشرقي تُظهر الدراسات الأركيولوجية والنقوش القديمة أن التفاعل بين مصر وبلاد كنعان لم يكن مقتصرًا على الصراع والحروب، بل شمل أيضًا الفكر الثقافي والديني. فمنذ الألف الثالث قبل الميلاد، كانت كنعان جزءًا من المجال الحضاري المصري، خصوصًا في فترات الدولة الوسطى والدولة الحديثة. وقد حمل هذا التداخل إلى كنعان عناصر من الميثولوجيا المصرية، أبرزها أسطورة أوزوريس وست وحورس، التي أصبحت لاحقًا أحد المراجع الرمزية في الفكر الكنعاني. في تلك الأسطورة، يمثل أوزوريس مبدأ الحياة والخصب، وست مبدأ التمرد والعنف، بينما حورس هو رمز الشرعية والنظام والعدالة. تتناول القصة صراعًا بين الأخوين (ست وأوزوريس) ينتهي بقتل ست لأوزوريس واغتصاب حكم مصر، ثم عودة حورس، ابن أوزوريس، لينتقم لأبيه ويعيد النظام إلى الأرض. هذا النموذج – صراع الإلهين ثم ظهور ابنٍ يعيد التوازن – ثم تبدأ الحضارة الكنعانية تحت لواء °إيل°

وبذلك، يمكن القول إن الميثولوجيا الكنعانية قد بدأت تحت لواء إيل، بوصفه الوريث الفكري للرمزية المصرية القديمة في تمثيل النظام الكوني الأبدي، ومصدر التوازن بين قوى الخير والشر.

 

2. ست وبعل: التماهي في زمن الهكسوس

خلال فترة احتلال الهكسوس لمصر (حوالي 1650–1550 ق.م)، كان الهكسوس شعبًا ذا أصول سامية جاء من مناطق كنعان أو سورية الجنوبية.

حين سيطروا على دلتا النيل، وجدوا أن الإله المصري الأقرب إلى تصوّرهم هو ست، لأنه إله العاصفة والرعد والرياح العنيفة، وهي صفات تتطابق مع إلههم الكنعاني بعل.

فتمّ دمج الإلهين في شخصية واحدة، عُرفت في النصوص المصرية باسم «ست-بعل» (Sutekh / Set-Baʿal).

وقد انتشرت عبادته في مناطق الدلتا الشرقية، وأُقيمت له المعابد، وأُدخل اسمه في الألقاب الملكية للهكسوس.

هذا الدمج الديني هو من أوضح الأمثلة على التهجين الميثولوجي بين الديانتين المصرية والكنعانية.

 

3. من مصر إلى كنعان: عودة ست-بعل

بعد طرد الهكسوس من مصر، عاد كثير منهم إلى موطنهم الأصلي في كنعان وسورية، حاملين معهم تصوّرهم الجديد للإله ست-بعل.

وهكذا تسربت الأسطورة المصرية إلى المعتقد الكنعاني بشكلٍ مقلوب:

فبينما كان ست في مصر رمزًا للفوضى والشر، أصبح في بعض مناطق كنعان رمزًا للقوة والانتصار والسلطة.

تظهر النصوص الأوغاريتية أن بعل خاض صراعًا مشابهًا تمامًا لصراع حورس وست:

بعل (كحورس) يمثل النظام والخصب والحياة.

خصمه (يَم أو موت) يمثل الفوضى والموت.

وفي نهاية الصراع، ينتصر بعل ويستعيد العرش، تمامًا كما استعاد حورس عرش أبيه أوزوريس.

إن التشابه البنيوي بين القصتين لا يمكن تفسيره بالمصادفة، بل هو نتيجة مباشرة للتلاقح الثقافي الذي حدث بين مصر وكنعان عبر قرونٍ من الاحتكاك.

4. الرمزية المشتركة بين المعتقدين:

في الأسطورة الكنعانيةفي الأسطورة المصريةالعنصرالرمزي
إيل – الإله الأب الأعلىأوزوريس – رمز الخصب والحياةالإله الأب
بعل – ابن إيل، المنتصر على يَمحورس – ابن أوزوريس، المنتقم لأبيهالابن الوريث
يَم أو موت – رمز البحر والموتست – رمز الفوضى والجفافالخصم أو العدو
حول السيادة على الكون وبني الإنسانحول العرش والشرعية والنظامالصراع
انتصار بعل وبناء قصره على جبل صافونانتصار حورس واستعادة النظامالنتيجة

 

يتضح من هذا الجدول أن البنية الميثولوجية متطابقة تقريبًا، وإن اختلفت الأسماء والأقاليم.

وهذا ما يؤكد أن الميثولوجيا المصرية لم تكن منعزلة، بل ساهمت بعمق في صياغة تصوّرات المشرق القديم حول النظام الكوني والصراع بين الخير والشر.

 

5. التأثيرات المتبادلة في الرموز والطقوس:

تُظهر الرسوم الجدارية والنقوش في أوغاريت وغزة ومجدو أن الرموز المصرية مثل عنخ (رمز الحياة) والعين المقدسة (عين حورس) والجناحين الممدودين قد دخلت في الزخارف الكنعانية.

كما أن مشهد الإله الذي يقف على مركبٍ سماويٍّ أو يُمسك بصاعقة أصبح رمزًا مشتركًا بين إيل وبعل وست.

بل إن بعض الكهنة الكنعانيين استخدموا رموزًا مصرية في طقوس المطر والخصب، مما يشير إلى تلاقٍ طقسيٍّ ودلاليٍّ بين الديانتين.

 

6. أثر هذا التداخل على المفاهيم اللاحقة:

مع مرور الوقت، اندمجت هذه الرموز والأساطير في الوعي الديني العام لشعوب المشرق.

فكرة الإله الذي يموت ويقوم – مثل أوزوريس وبعل – أصبحت رمزًا لدورة الطبيعة وللحياة بعد الموت.

أما مفهوم الصراع بين النور والظلام، والنظام والفوضى، فقد أصبح أحد المحاور الأساسية التي انتقلت لاحقًا إلى الفكر الفلسفي والديني في العصرين الفينيقي واليوناني المنحدر من الحضارة الكنعانية.

 

7. خلاصة:

تُعدّ السردية المصرية من صراع ست وحورس، أحد المصادر الأساسية التي أثرت في الفكر الكنعاني والرافدي على حد سواء.

لقد استُعيدت شخصياتها ورموزها في قصص بعل ويَم وموت وإيل، مما جعل الشرق الأدنى القديم وحدة فكرية أسطورية متشابكة.

وبذلك، لم يكن الدين الكنعاني مجرد انعكاسٍ محلي، بل جزءًا من شبكة دينية كبرى تمتد من وادي النيل إلى الفرات.

 

الفصل السابع التحول بعد إيل:

صراع الأبناء وصعود يهوى

 

مع اقتراب الحقبة المتأخرة من الميثولوجيا الكنعانية، أخذ الإله إيل يتراجع عن ممارسة سلطته المباشرة، مكتفيًا بموقعٍ رمزي في السماء أو في “الجزر البعيدة” حيث يقيم مراقبًا مجريات العالم دون تدخل. هذا الابتعاد يعكس مرحلة الشيخوخة الإلهية في الفكر الكنعاني، إذ لم يعد الإله الأعلى خالقًا فاعلًا، بل شاهدًا على تحولات الجيل الجديد من الآلهة.

 

1. مجلس الأبناء والصراع على السيادة

يُصوَّر مجلس أبناء إيل بوصفه نواة السلطة في الكون الكنعاني، وقد تنازع أعضاؤه على من يخلف الأب المتنحي في حكم السماء والأرض.

من بين هؤلاء برز بعل كأقوى المتنافسين، إذ جمع بين الشجاعة والسيطرة على العواصف والمطر، وهما رمزان للقوة والخصب.

بفضل انتصاره على خصومه مثل يم (إله البحر) وموت (إله العالم السفلي)، فرض بعل هيمنته على العالم المادي، وحصل على الاعتراف الرسمي من إيل بصفته سيد الأرض.

غير أن هذا الحكم اتسم بالنزعة العسكرية والتوسع المستمر، إذ كان بعل إله الصراع والنصر، لا إله السلم والشرعية.

 

2. عزلة إيل وبداية التمرد

مع ابتعاد إيل إلى “الجزر المقدسة”، بدأ بعض الآلهة الأصغر ومجتمعاتهم الرمزية يشعرون بالفراغ الروحي والسياسي في الكون الكنعاني.

لم يعد بعل يمثل إرادة الأب الحكيم، بل تحوّل إلى رمزٍ للقوة المجردة، ما ولّد مقاومة فكرية وروحية داخل المنظومة الميثولوجية نفسها.

في هذا السياق ظهر يهوى – أحد أبناء إيل أو المتحدرين من نسله الرمزي – ومعه جماعات اعتُبرت «المتمردين على النظام القائم».

 

3. يهوى وحركة العصيان الإلهي

تشير النقوش والنصوص المشرقية إلى أن يهوى وأتباعه تمرّدوا على حكم بعل، ورفضوا نموذج الإله المحارب المرتكز على الغزو والسيطرة.

كان تمردهم فكريًا وروحيًا أكثر منه عسكريًا؛ فقد سعى يهوى إلى إعادة تعريف السلطة الإلهية على أساس العدل والاختيار الأخلاقي لا على القوة المادية.

وفي بعض التقاليد الأوغاريتية المتأخرة، يُلمح إلى أن يهوى انسحب من مجلس الآلهة، مؤسسًا لنظامٍ جديد لا يعتمد على مجمع الإلوهيم، بل على إله واحد مستقل متعالٍ.

 

4. بداية التوحيد الرمزي

بهذا التمرد الرمزي ضد سلطة إيل وبعل، بدأ تحوّل جوهري في الفكر المشرقي من التعددية الصراعية إلى مبدأ الوحدة والتفرد الإلهي.

لم يعد العالم يُدار من قِبل آلهةٍ متنازعة على الحكم، بل باتت الفكرة تسير نحو تصورٍ لإلهٍ واحد متعالي، خارج حدود الجغرافيا والقبيلة.

يمكن القول إن انسحاب إيل إلى الجزر، وصعود يهوى كمتمردٍ على النظام القديم، شكّلا معًا المرحلة الانتقالية من عالم تعدد الآلهة في نظام حكم بعل إلى عالم الفكرة الميتافيزيقية التي مهدت لاحقًا للتوحيد حول عبادة إله واحد وهو يهوى فقط.

 

الفصل الثامن من التعدد إلى الواحد:

التشكّل الفكري لفكرة الإله المتفرّد في المشرق القديم

 

1. الخلفية الفكرية للتحول

بعد صراع أبناء إيل وابتعاد الإله الأكبر إلى الجزر البعيدة، بدأ الفكر الديني في المشرق القديم يشهد انتقالًا نوعيًا من تعددية الآلهة إلى تصوّر مركزي للإله الواحد.

هذا التحول لم يكن نتيجة رفض كامل للتراث الميثولوجي السابق، بل إعادة تأويل للسلطة الإلهية بحيث يجمع الإله الجديد بين صفات الحكماء القدامى، وقوة الأبناء المتصارعين، دون الانحياز للصراع أو العنف.

في هذا السياق، لعب يهوى دورًا مركزيًا، إذ أصبح وريثًا رمزيًا لإيل وبعل معًا:

من إيل اكتسب الشرعية العليا وموقع الأب الأعلى في الكون.

من بعل استعار قوة الفعل والسيطرة على الطبيعة.

  • ومع ذلك، أضاف بعدًا جديدًا: الإله الواحد لم يعد مجرد قوة طبيعية أو حاكمًا رمزيًا، بل كيانًا أخلاقيًا متعالٍ على البشر، يتحكم في النظام والعدالة والعهد.

 

2. دمج الرموز والصراعات السابقة

يلاحظ أن الأساطير الزراعية والطبيعية لم تُلغَ، بل تمت إعادة تفسيرها في ضوء الفكر الواحد:

صراع بعل مع يَم وموت أصبح نموذجًا رمزيًا لدورات الحياة والموت، وليس مجرد نزاع على السلطة.

رمزية المطر والخصب انتقلت إلى مفهوم سيادة الإله الواحد على الكون، إذ صار مصدر الحياة لجميع المخلوقات، وليس فقط لمدينة أو قبيلة معينة.

  • جمع يهوى ووحد بين صفات بعل وإيل لتوحيد التوازن تحت سلطة الإله الواحد يكون آب جديد لبني الإنسان.

 

3. توحيد السلطة الإلهية عبر يهوى

مع صعود يهوى كمتمرد على نظام حكم بعل الذي نشر فكر تعدد الآلهة (إلوهيم)، بدأت مرحلة جديدة في الفكر الكنعاني:

السلطة لم تعد موزعة بين عدة آلهة أو قوى طبيعية، بل أصبحت مركزة في كيان واحد متعالي.

يهوى جسّد قوة إيل الروحية مع قدرة بعل العملية مع بقية إخوته من الآلهة، وامتلك وظيفة الحكم والسيطرة على النظام الكوني.

هذا التحول يمثل الخطوة الأولى نحو التوحيد الرمزي في المشرق القديم، أي الاعتراف بإله واحد يحكم الكون، ويتفرد بالحق والسلطة.

 

4. الأبعاد الفكرية للانتقال من التعدد إلى الواحد

يمكن تلخيص الأبعاد الفكرية لهذا الانتقال في النقاط التالية:

الأبوة الرمزية مقابل السلطة العملية: إيل يمثل الحكم الأبوي، بعل يمثل القوة الحربية والتوسع في الأرض ويهوى يجمع بين الاثنين.

إعادة تأويل الصراع الإلهي: الصراعات السابقة بين أبناء إيل تمثل دروسًا عن النظام والعدل والتمرد ومعاقبة المخالف.

بينما يهوى هو مركزية الإله الواحد: المسيطر على جميع القوى المادية والمعنوية السابقة صارت تتفرع من إله واحد متعالي، مستقل عن المكان والزمان ويحكم بلواء بني إيل.

الأخلاق والميثاق: فكرة أن الإله الواحد يفرض التزامًا أخلاقيًا على الإنسان، وهو ما يمثل قفزة نوعية عن الدين التقليدي متعدد الآلهة.

 

5. خلاصة

يمكن القول إن الفكر الديني في المشرق القديم شهد تطورًا معرفيًا عميقًا عبر المراحل التالية:

  • صراع أبناء إيل على السلطة →
  • ابتعاد إيل إلى الجزر →
  • صعود بعل وسيطرة القوة المادية →
  • تمرد يهوى وأتباعه →
  • التوحيد الرمزي في صورة إله واحد بعد التمرد على لواء بعل→
  •  

الفصل التاسع التأثيرات الثقافية والرمزية للميثولوجيا

الكنعانية على شعوب المشرق القديم: الكلدانيين

 

1. الخلفية التاريخية للتأثير:

يعدّ المشرق القديم مساحة حيوية لتبادل الرموز والأساطير بين شعوب مختلفة، حيث امتدت علاقات التفاعل بين بلاد الشام وبلاد الرافدين عبر التجارة، الهجرة، والاحتكاك السياسي.

وفي هذا الإطار، كانت الكنعانيات و الميثولوجيا الكنعانية أحد المصادر الفكرية والدينية المؤثرة على شعوب جنوب بلاد الرافدين، لا سيما الكلدانيين الذين استقروا في مناطق جنوب العراق وتركوا إرثًا حضاريًا غنيًا في الألف الثاني قبل الميلاد.

وقد أتاحت هذه البيئة الثقافية للكلدانيين فرصة استقبال الرموز الميثولوجية الكنعانية وتكييفها مع احتياجاتهم الدينية والاجتماعية، بما يعكس مدى مرونة الفكر الديني المشرقى وقدرته على الامتزاج.

 

2. التلقي الرمزي للآلهة الكنعانية:

أظهرت الدراسات أن الآلهة الكنعانية الكبرى، مثل إيل وبعل ويهوى، تمثل مرجعية رمزية أساسية في الفكر الديني الكلداني إيل كرمز للسلطة العليا والأبوة الكونية:

استوعب الكلدانيون رمزية إيل بوصفه الإله الأعلى والمرجع الشرعي لبقية الآلهة، مما وفر لهم إطارًا فكريًا لتنظيم السلطة الدينية والسياسية في مملكتهم.

 

بعل كرمز للطبيعة والسلطة العملية:

امتدت رمزية بعل لتشمل العواصف والمطر والخصب الزراعي، وهي عناصر محورية في اقتصاد الكلدانيين الزراعي.

أُدرجت هذه الرموز في الطقوس الموسمية والاحتفالات الزراعية، ما ساعد على مزج الأسطورة بالممارسة اليومية.

 

يهوى كنموذج للتوحيد الرمزي:

استُوعب يهوى ضمن النظام الكلداني كإله مستقل، يجمع بين سلطة إيل العليا وقوة بعل العملية.

عبر هذا الدمج، بدا يهوى ككيان متفرد متعالي على جميع القوى الطبيعية والاجتماعية، ما مثّل خطوة نحو تجريد السلطة الإلهية من التعددية التقليدية.

 

3. التأثيرات على الطقوس والرموز الدينية:

امتدت التأثيرات الكنعانية إلى الطقوس والرموز المادية لدى الكلدانيين:

دورات الحياة والموت: تمثل صراعات بعل مع يَم وموت نموذجًا رمزيًا لدورات الطبيعة والزراعة، مع إبقاء بعد المعنى الكوني للوجود.

رمزية السلطة والعرش الإلهي: استُخدمت لتوضيح الهيمنة الإلهية على الملوك، وربط القرارات السياسية بالمعتقد الديني.

العلاقة بين الإنسان والكون: ساعدت الرموز على ترسيخ فكرة التوازن الكوني، حيث يُنظر إلى الطبيعة كخاضعة لإرادة الإله الواحد.

 

4. الأبعاد الفكرية والاجتماعية للتحول:

توضح هذه التأثيرات أن الكلدانيين لم يقتصروا على استيراد الرموز الميثولوجية، بل أعادوا تفسيرها ضمن منظومة موحدة:

الدمج بين الأبوة الرمزية (إيل) والسلطة العملية (بعل) في كيان واحد يمثل يهوى.

تحويل صراعات الأبناء الإلهيين إلى رموز لدورات الطبيعة والحياة والموت.

تركيز السلطة الإلهية في كيان متفرد، ما ساهم في تشكيل تصور مركزي للعدالة والنظام الكوني.

تأسيس قاعدة فلسفية لدور الإنسان في الكون، مرتبطة بمفهوم المسؤولية الأخلاقية والطاعة للنظام الإلهي.

 

5. خلاصة:

يمكن القول إن الميثولوجيا الكنعانية شكلت الأساس الرمزي والفكري للتطور الديني لدى الكلدانيين، إذ:

ساعدتهم على تنظيم السلطة الدينية والسياسية، وربطها بالأساطير.

سمح لهم بإعادة تفسير الصراعات الأسطورية لتصبح نموذجًا لدورات الطبيعة والمجتمع.

ساهمت في نشوء تصور مركزي للإله الواحد المتعالي، بما يمثل مرحلة انتقالية حاسمة نحو التوحيد الرمزي في المشرق القديم.

 

الفصل العاشر

الانعكاسات الاجتماعية والطقسية لعبادة بعل ويهوى في المشرق القديم

 

1. الخلفية الاجتماعية والدينية:

تُظهر الدلائل الأركيولوجية والنصوص الأدبية من أوغاريت وماري وبابل أن الديانة في المشرق القديم كانت تتسم بتعدد الآلهة، حيث مثّلت كل قوة طبيعية أو اجتماعية إلهًا محددًا، مثل بعل (إله العاصفة والمطر)، وعنات (إلهة الحرب والخصب)، ويهوى الذي ارتبط لاحقًا بالعدالة والنظام الأخلاقي.

ومع ذلك، فقد شهدت هذه الفترة بواكير فكرة التوحيد الرمزي، التي تجلت أولًا في الاعتراضات الفكرية لبعض القادة الدينيين، وفي مقدمتهم إبراهيم الذي تشير بعض المصادر غير التوراتية إلى أنه رفض فكرة تعدد الآلهة السائدة في بيئته الكلدانية، معتبرًا أن تعدد القوى الإلهية يؤدي إلى الفوضى والانقسام وضعف النظام الكوني والاجتماعي.

 

2. موقف إبراهيم من التعددية الإلهية وهجرته إلى مصر

وفقًا للدراسات التاريخية المقارنة (مثل أعمال ويليام ألبرايت W.F. Albright، وتوماس طومسون Thomas L. Thompson، وهنري فرانكفورت Henri Frankfort)، يُفترض أن إبراهيم عاش في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد في منطقة أور الكلدانية، حيث كان النظام الديني قائمًا على عبادة نبو ومردوخ وسين (إله القمر).

توضح هذه الدراسات أن إبراهيم رفض هذا التعدد الديني وسعى إلى عبادة إله أعلى واحد يعلو على كل الآلهة المعبودة في أور كلدان، وهو ما عُرف في النصوص التوراتية اللاحقة باسم إيل عليون (El Elyon) أي "الإله العلي" وهذا الإسم أتى متأخرا بعد السبي البابلي الذين كانوا لا يزولون قائمين على عبادة (إيل) و إبنيه (بعل) و (يهوى) الذي انتقل أسماؤهم بعد ذلك لنصوصهم المقدسة بعد عودتهم من السبي.

ويُرجّح أن إبراهيم، نتيجة لرفضه المشاركة في الشعائر الكلدانية المتعددة، هاجر إلى مصر — كما تشير بعض النصوص الموازية في التقاليد التاريخية — حيث كانت مصر في تلك المرحلة تشهد فكر التوحيد الديني، خصوصًا في سياق عبادة رع في طقوس الدولة الوسطى، والتي تطورت لاحقًا في عهد أمنحتب الثالث والرابع (إخناتون) إلى فكرة عبادة إله واحد.

هذا الانتقال الفكري بين أور وكنعان ومصر يوضح أن إبراهيم كان رمزًا للتمرد على التعددية الميثولوجية في الشرق الأدنى، وأن رحلته الفكرية والدينية شكلت جسرًا بين الفكر الكلداني والكنعاني والمصري في طور التوحيد.

 

3. تفاعل فكر إبراهيم مع الممارسات الكنعانية

تُظهر المقارنات الأسطورية بين نصوص أوغاريت والبرديات المصرية أن نموذج الإله الواحد لم يكن غائبًا عن البيئة الفكرية، بل كان ضمنيًا داخل البنية الدينية التعددية التي كانت تتقرب ل(إيل) بعبادة أبنائه.

فقد حملت ديانة كنعان فكرة "إيل" الإله الأعلى الذي أنجب آلهة صغرى كـبعل ويهوى، لكن إبراهيم مثّل رؤيةً نقدية ترى أن الخالق وحده هو مصدر الخلق، دون أن يُشرك معه أبناء أو مخلوقات.

هذا التحول في الوعي الديني بعد عودته من مصر مهّد لتطور العبادة الأحادية الرمزية (proto-monotheism)، الذي أثّر لاحقًا في الفكر الكنعاني والكلداني في آنٍ واحد.

 

4. دور بعل ويهوى بعد عصر إبراهيم:

بعد حقبة إبراهيم، استمرت المدن الكنعانية والكلدانية في ممارسة العبادات المزدوجة التي تمزج بين عبادة بعل كرمز للخصب، ويهوى كرمز للنظام الأخلاقي.

غير أن أثر إبراهيم في الدعوة إلى الإله الواحد بقي واضحًا في اتجاه بعض الجماعات الدينية إلى نبذ الطقوس التعددية، واعتبار الإله الأعلى مصدر كل قوة على الأرض.

وقد أظهرت النقوش المتأخرة في شمال كنعان (القرن 12–10 ق.م.) محاولاتٍ لإعادة تعريف "الخالق" كإله شامل، في خطوة توحيدية كانت مرفوضة عند الكلدانيين والآشوريين.

 

5. الأثر الاجتماعي والديني في الكلدانيين

إن انتقال مفهوم الإله الواحد إلى كنعان وبلاد الرافدين أسهم في تعديل بنية الفكر الكلداني الذي كان يقوم على عبادة النجوم والكواكب.

تبنّت بعض الجماعات الفلسفية في بابل لاحقًا فكرة أن الآلهة تجلّيات لقوة كونية واحدة.

يشير المؤرخ هنري فرانكفورت (Henri Frankfort) في كتابه Kingship and the Gods إلى أن هذا التحول ربما تأثر بالحركات الفكرية الوافدة بين كنعان ومصر عبر الهجرات التجارية والدينية التي بدأت منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد.

 

6. خلاصة الفصل

يمكن القول إن الفكر الإبراهيمي المبكر كان نقطة التحول بين التجربة الكنعانية الكلدانية في الجنوب والرمزية الكنعانية في الشمال والنظام الديني المصري في الغرب، الذي ساهم في نضوج فكرة الإله الواحد الجامع.

لقد تمثل هذا التحول في الوعي الجمعي تدريجيًا، عبر شخصيات رمزية مثل إبراهيم، الذي رفض تعدد الآلهة، وانتقل إلى بيئة أكثر انفتاحًا على فكرة الإله الواحد في مصر، حيث وُلدت البذور الأولى للتوحيد الديني في المشرق القديم.

 

الجزء الثالث


Mohamed Awwad

4 Blog posts

Comments