Bene Elohim (בְּנֵי־הָאֱלֹהִים) أصل الحكاية 1:3

قصة بني إسرا-ئيل كما لم تعرفها من قبل

الجزء الأول: أصول بني إلوهيم - "בְּנֵי הָאֱלֹהִים"

الجذور التاريخية "بني إلوهيم" - בְּנֵי הָאֱלֹהִים

 

شكّل المشرق القديم في بلاد الكنعانيين مسرحًا لتفاعلٍ مركّب بين الأسطورة والعقيدة والسياسة، عندما تزوج أبناء الله وهم شعب إسرائيل المنحدرين من نسل الإله إيل وبنات البشر. حيث كانت الآلهة تمثل قوى الطبيعة والنظام الاجتماعي، ويُجسَّد التوازن الكوني في هيئة صراعٍ دائم بين الخير والشر، النظام والفوضى، الحياة والموت.

في قلب هذه المنظومات التي بدأت من الإله "إيل"، الذي عُدَّ الإله الأعلى في الميثولوجيا الكنعانية والأوغاريتية، واعتُبر أبًا لمجمع الآلهة. وتفرعت من سلطته رموزٌ كونية مثل "بعل" (إله المطر والعاصفة) و"يهوه" (إله الإنتصارات والعدل والنظام الأخلاقي). غير أن هذا النظام اللاهوتي، الذي جمع بين المبدأ الأبوي والتراتبية الإلهية، بدأ يشهد تحولاتٍ فكرية عميقة مع ظهور اعتراضاتٍ من داخل المنظومة ذاتها، كان أبرزها رفض إبراهيم لفكرة تعدد الآلهة في بيئته الكلدانية.

تكشف المصادر التاريخية و الأركيولوجية أن إبراهيم، الذي عاش في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، اعترض على تعدد المعبودات في أور الكلدانية، وهجر موطنه إلى مصر، حيث كانت النزعة نحو توحيد الإله قد بدأت تتبلور في عبادة إله واحد تحت لواء آتون رع. هناك، تلاقحت فكرة الإله الواحد مع الموروث الكنعاني والمصري، لتؤسس أولى ملامح الفكر الأحادي في المشرق القديم.

كما تُظهر النقوش والنصوص الأوغاريتية أن هذا التحول لم يكن دينيًا فحسب، بل اجتماعيًا وسياسيًا؛ إذ انعكست صورة الإله الأعلى على النظام الاجتماعي، فصار الانتماء إلى "بني إيل أو بني إلوهيم" تعبيرًا عن الشرعية والاختيار الإلهي. في هذا السياق، مثّلت فكرة "بني إيل" (bene Elohim) בְּנֵי הָאֱלֹהִים نموذجًا رمزيًا لتقسيم المجتمع إلى طبقاتٍ ذات نسبٍ إلهي، حيث رُبطت السلطة والقداسة بالانحدار من الإله الأعلى.

تُبرز هذه الظاهرة أن التوحيد لم يظهر عند الكنعانيين منذ نشأتهم، بل كان فكرا دخيلا البنية التعددية التي نسبة الألوهية لإيل وأبنؤه، ونسبوا لشعب إسرائيل أنهم أبناء الآلهة وأن بقية بني الإنسان أقل مرتبة منهم. وعبر إعادة تفسير الميثولوجيا القديمة تظهر مكانة الإله الأعلى "إيل" على سائر الآلهة. إن هذا الكتاب يسعى إلى تتبّع التحولات الفكرية والرمزية في المشرق القديم، من الأساطير الكنعانية والكلدانية والمصرية، متناولًا تطور صورة الإله عند شعب إسرائيل من المبدأ الكوني المتعدد إلى الإله الواحد الجامع، عبر مراحل الصراع بين أبناء إيل، وتمرد يهوه، وصعود بعل، واعتراض إبراهيم على التعدد، وصولًا إلى التأثيرات الاجتماعية والسياسية التي غيّرت مسار الفكر الديني في الشرق الأدنى القديم.

 

الفصل الأول: خلفية الشرق الأدنى القديم

 

1.2 البيئة الحضارية والدينية في كنعان وبلاد الرافدين

تميزت حضارات الشرق الأدنى القديم بتعدد مراكزها الثقافية الكبرى: سومر، وأكّد، وبابل، وآشور، ومصر، وكنعان. وقد امتلكت كل منطقة نظامًا دينيًا خاصًا بها، لكن السمات العامة كانت مشتركة: الاعتقاد بوجود آلهة مسؤولة عن الظواهر الطبيعية، وتقديس قوى الخلق والخصب والموت والبعث في بلاد الرافدين، برزت آلهة مثل إنليل وإنكي ومردوخ، بينما في كنعان، فقد تكوّن مجمع من الآلهة السامية الغربية، يتقدمه إيل، وتتبعه آلهة أخرى مثل بعل وعشيرة وعنات.

تشير النصوص الأوغاريتية المكتشفة في رأس شمرا (سوريا الحالية) إلى أن الكنعانيين كانوا يعتقدون بوجود مجلس إلهي يرأسه إيل، ويضم آلهةً أصغر تُشرف على المطر، والبحر، والخصوبة، والموت. كان هذا التصور شائعًا في الألفية الثالثة إلى الأول قبل الميلاد، أي في الفترة التي يُعتقد أن الجماعات الإسرائيلية بدأت فيها بالظهور على المسرح التاريخي.

 

1.3 البنية الاجتماعية والسياسية وتأثيرها الديني

لم يكن الدين الكنعاني منعزلًا عن النظام الاجتماعي. فقد كان المجتمع منظَّمًا على أساس قبلي-أسري، حيث يمثل الأب رأس العائلة، وتُعدّ هذه البنية صورة مصغّرة عن النظام الكوني الذي يرأسه الإله الأب إيل.

وفي المستوى السياسي، كانت كنعان تضم مدنًا-دولاً صغيرة، لكل منها معبدها وإلهها المحلي. فكما كان الملك يمثل السلطة الزمنية، كان الكاهن يمثل السلطة الروحية. وكان يُعتقد أن العلاقة بين الملك والإله علاقة نسبية ورمزية؛ فالإله يمنح الملك شرعيته، والملك يُقيم الطقوس ويقدم القرابين نيابة عن الشعب.

وقد ساهم هذا الترابط بين الدين والسياسة في جعل الآلهة رموزًا قومية تمثل المدن والقبائل. ومع تطور النزاعات بين المدن، انعكس ذلك على الأساطير الدينية، فظهرت صراعات بين الآلهة، أبرزها صراع بعل مع يم (إله البحر) وموت (إله العالم السفلي).

 

1.4 الفكر الديني في كنعان:

اعتمد الدين الكنعاني على مفاهيم رمزية عميقة، تمثّل القوى الطبيعية في شكل آلهة ذات صفات بشرية.

  • إيل كان يُصوّر شيخًا ذا لحية بيضاء، يجلس على عرش في السماء أو في "ينابيع الأنهار".
  • بعل كان إله العاصفة والخصب، رمز القوة والنمو.
  • عشيرة كانت زوجة إيل وأم الآلهة.
  • عنات وعشتار تجسدان جانب الحرب والأنوثة معًا.

الطقوس الكنعانية تضمنت تقديم القرابين الحيوانية، وسكب الخمر والزيوت، وربما طقوسًا رمزية للخصب. وقد وجدت نقوش ونصوص في رأس شمرا تؤكد وجود نظام كهنوتي منظم وشعائر مرتبطة بدورات الفصول والمطر.

ومن خلال هذه الممارسات، يظهر أن الدين الكنعاني لم يكن دينًا خرافيًا بسيطًا، بل كان منظومة رمزية متكاملة تُعبّر عن علاقة الإنسان بالطبيعة والمجتمع والسماء.

 

1.5 من التعدد إلى الاتجاه نحو الإله الأعلى:

رغم التعدد الواضح في الآلهة، إلا أن النصوص الأوغاريتية تُظهر وجود ميل مبكر نحو التركيز على إلهٍ أعلى يهيمن على الكون، وهو إيل. لم يكن هذا توحيدًا بالمعنى اللاحق، بل يمكن وصفه بأنه "توحيد نسبي" (henotheism)، أي عبادة إلهٍ رئيس دون إنكار وجود الآخرين.

هذا الاتجاه يُعتبر من المقدمات الفكرية التي مهدت لظهور فكرة الإله الواحد في الشرق الأدنى. ومع تحولات التاريخ (كالحروب والهجرات والأسر)، بدأت بعض الجماعات تميل إلى الإيمان بإله واحد يعلو جميع الآلهة، تمهيدًا للانتقال اللاحق إلى التوحيد الصريح في الفكر الإسرائيلي.

 

1.6 الخلاصة

يمكن القول إن الشرق الأدنى القديم شكّل البيئة الخصبة التي نمت فيها مفاهيم الإلوهية والتنوع الديني. كانت كنعان مركزًا لتفاعل المعتقدات السامية والمصرية والرافدية، وفيها ظهرت فكرة الإله الأعلى إيل، الذي مثّل رمز الأبوة والخلق والنظام.

هذا الإطار الحضاري والديني سيمهد لاحقًا لظهور فكرة عبادة إله واحد في تقاليد الآباء الأوائل، ومنهم إبراهيم، ثم في نشوء إسرائيل ككيان ديني-قومي ارتبط اسمه بإيل نفسه.

(سيكون من 7 إلى 8 صفحات ويستند على نصوص أوغاريت ومراجع مثل Cross وLewis وSmith وDay.)

 

الفصل الثاني: الإله إيل في الميثولوجيا الكنعانية

 

2.1 المقدمة

يُعدّ الإله إيل من أقدم وأسمى الآلهة في الفكر السامي الغربي، ويمثل الركيزة الأساسية في الميثولوجيا الكنعانية. تشير الأدلة الأوغاريتية والنقوش الفينيقية إلى أن "إيل" كان يُعتبر الإله الأب، والخالق الأول، والحاكم الأعلى لمجمع الآلهة.

وقد شكّل مفهوم "إيل" انعكاسًا واضحًا للبنية الاجتماعية الأبوية السائدة في المجتمعات الكنعانية، إذ نُظر إليه كأبٍ للآلهة والبشر، ومصدر النظام والشرعية في الكون. هذا المفهوم الإلهي كان نقطة تحول مبكرة في الفكر الديني للمنطقة، إذ بدأ يركز على وحدة القيادة السماوية، بدلًا من الفوضى التعددية التي سادت في الأديان السابقة.

 

2.2 أصل اسم "إيل" ودلالاته اللغوية

الاسم "إيل" (?? ’il) من الجذر السامي المشترك ’l، الذي يعني “القوة” أو “الإله”.

وقد اشتُقّت منه أسماء كثيرة في اللغات السامية:

  • في الأكادية: ilu بمعنى إيلو.
  • في العربية: إيل.
  • في العبرية: إيل El (אֵל).
  • في الأوغاريتية والفينيقية:إيل ’Il.

يظهر الاسم في النصوص الأوغاريتية كوصف عام لكل إله، لكنه في مواضع معينة يُستخدم عَلَمًا على الإله الأعلى. وفي النقوش الفينيقية والآرامية المتأخرة، بقي “إيل” رمزًا للإله الأعلى حتى القرون الأولى قبل الميلاد.

 

2.3 صفات إيل في الأدب الأوغاريتي

النصوص الأوغاريتية (حوالي القرن 13 ق.م) تقدّم وصفًا تفصيليًا للإله إيل، يظهر فيه كإله حكيم، رحيم، خالق، وربّ السماء. ومن أبرز أوصافه:

  • إيل العليّ (’Ilu ʿly): أيل الإله الأعلى.
  • إيل أب الأنام (’Ilu abu adami): أيل أب البشر.
  • إيل راحم (’Ilu raḥum): إيل الرحيم.
  • إيل قاضي اليتامى وحامي الأرامل.

 

يُصوَّر "إيل" عادةً كشيخٍ يجلس على العرش في مكان يُسمى مقر المجلس الإلهي، وهو مكان تجتمع فيه الآلهة لتقرير شؤون الكون. هذه الصورة الرمزية تعكس نموذج الملك الحكيم أو القاضي العادل الذي يفصل في النزاعات الإلهية.

 

2.4 المجلس الإلهي ودور إيل

في الميثولوجيا الكنعانية، لم يكن إيل إلهاً أوحد، بل رأسًا لمجمع من الآلهة يُعرف باسم مجلس إيل (pḫr ’ilm).

تجتمع فيه الآلهة لتقرير مصائر البشر والطبيعة، ويُشبه هذا النظام إلى حد كبير فكرة البلاط الملكي الأرضي.

وقد ضم المجلس آلهة مثل:

  • بعل: إله المطر والعواصف.
  • عشيرة: زوجة إيل وأم الآلهة.
  • عنات: إلهة الحرب.
  • يم: إله البحر.
  • موت: إله العالم السفلي.

كان إيل يمنح السلطة لبعض الآلهة الأصغر، لكنه يبقى المرجع الأعلى الذي يُلجأ إليه لحل النزاعات.

وتُظهر النصوص أن إيل كان يميل إلى الحكمة والرحمة أكثر من العنف، على عكس بعل الذي يمثل القوة المتمردة والطبيعة المتقلبة.

 

2.5 الأساطير المرتبطة بئيل

تتضمن النصوص الأوغاريتية عدة أساطير يُذكر فيها إيل كخالق أو كحاكم للآلهة:

  • أسطورة الخلق: يُشار إلى إيل على أنه الأب الأول الذي أنجب الآلهة وخلق العالم.
  • أسطورة ولادة الآلهة: إيل هو الذي منح الحياة للجيل الإلهي الجديد بالتعاون مع عشيرة.
  • أسطورة بعل وموت: يظهر فيها إيل كقاضٍ أعلى، يمنح بعل الشرعية للسيطرة على الأرض بعد هزيمته لموت، لكنه يبقى في موضع التفوق الرمزي.
  • أسطورة دانيل وكرات: يتدخل فيها إيل لتحقيق العدالة للإنسان الصالح، مما يعكس تطورًا في التفكير الأخلاقي الديني.

 

2.6 إيل والعالم البشري:

يرتبط إيل بالبشر بوصفه الخالق والحامي، وقد ورد في النقوش أنه يسمع صلواتهم ويستجيب لتضرعاتهم.

وكانت الشعائر الموجهة له تتسم بالوقار والهدوء، وتُقام غالبًا في المرتفعات (المرتفعات المقدسة أو باموت).

القرابين المقدمة له كانت حيوانية أو نباتية، وتُقدَّم على المذابح في المعابد المخصصة له.

كما عُثر على تماثيل صغيرة تمثله جالسًا على عرش، وهيمنت صورته الأبوية في التماثيل الكنعانية والفينيقية على مدى قرون.

 

2.7 تميّز إيل عن بعل

يُعدّ الفرق بين "إيل" و"بعل" جوهريًا في الفكر الكنعاني:

إيل هو الإله الخالق القديم، الحكيم، الثابت، رمز الخلق و النظام.

بعل هو الإله الشاب، النشيط، المتجدد، رمز القوة والخصب.

تُظهر الأساطير أن بعل مع مرور الزمن أخذ بعض صفات إيل، خاصة في الفترات المتأخرة، مما يشير إلى تحوّل تدريجي نحو توحيد الصفات الإلهية في شخصية واحدة — وهي ظاهرة دينية معروفة في الحضارات السامية.

 

2.8 تطور صورة إيل في الفينيقية والآرامية

مع توسع المدن الفينيقية (صيدا، صور، جبيل)، استمر احترام إيل كإلهٍ عظيم، لكنه تعارض مع إله توحيدي آخر في نفس هذا الوقت وهو إله السماء:

  • إيل قَدُش: الإله المقدس.
  • إيل شميم: إله السماء.
  • وبعل شميم: بعل المقدس.

وكان يعتقدون أن للإنسان نفسًا مسؤولة عن القسم الحيواني من صاحبها، وروحًا مسؤولة عن النواحي العقلية عنده، وكانت النفس في معتقدهم ـ تبقى مع الجسد عند موت صاحبها.وكان الإله يظهر لعابديه كأب أو أم أو أخ أو قريب وأحيانًا كسيّد أو ملك، ومن الصفات التي كانوا يطلقونها على آلهتهم، كما وردت في كتاباتهم:

ديانات الفينيقيينالاله متعال وعظيم وقوي، وهو يعلم ويعمل ويسمع ويبني ويعطي ويرجع للحياة ويقدر المصير ويحاسب، وهو عادل ورحيم يسمع الاستغاثة ويخلّص ويحمي وينقذ ويحرر ويساعد ويجير ويبارك».ديانات الفينيقيين

وكانت العفّة والامتناع عن الزواج مفروضة على كهنة عشتروت، إلهة الخصب وكاهناتها. وفي معابدها وهياكلها كان يتم البغاء المقدس، فتضحي العذارى ببكورتهن لهذه الربة، ويستلمن مقابلها أجرًا يقدمنه لهيكلها.

 

وهذا ما تعارض مع بعض النقوش الآرامية”  ان هناك أتباع آخرين لإله توحيدي آخر وهو إله السماء (Elah šamayya) يتعارض مع "إيل شميم"، مما يدل على وجود فكرة توحيدية تتبع إله غير إيل برموز مختلفة، وهذا يدل على وجود فرقتين توحيديتان يتبعان إلاهين مختلفين.

2.9 دلالات فكرية

إن دراسة شخصية "إيل" تكشف عن مرحلة انتقالية في تاريخ الفكر الديني، حيث بدأت المفاهيم الميثولوجية تتحول نحو تصور أكثر تجريدًا للإله الأعلى، الجامع بين القوة والحكمة، والبعيد عن الصراعات الجسدية أو الأسطورية.

وهذا التحول يعكس محاولة الإنسان القديم تفسير وحدة النظام الكوني من خلال سلطة عليا واحدة، تمهد تدريجيًا لنشوء مفهوم الإله الواحد في الديانات اللاحقة.

 

2.10 الخلاصة

الإله "إيل" لم يكن مجرد شخصية أسطورية، بل تجسيدٌ لفكرة فلسفية مبكرة عن الألوهية الكاملة، تجمع بين الخلق، الرحمة، والسيادة.

لقد شكّل مركزًا للمجمع الإلهي الكنعاني، ومصدر إلهام لتطور الفكر الديني نحو التركيز على إلهٍ أعلى، يمثل النظام الكوني والعدالة الأبدية.

ومن هنا، يبدأ التحول من الميثولوجيا الكنعانية إلى بدايات الفكر التوحيدي الذي سيتبلور لاحقًا في تقاليد الشعوب السامية الغربية.

 

زوجة الإله: (عشيرة/ أشيرت/ إسيرا)

 

من جذور الإسم سنطرح الفرضية الغوية البديلة عن الفرضية الاهوتية الغير مثبته، بأن أصل إسم إسرائيل (Israel - שְׂרָאֵל). التقليدي يربط بأن معناه"الصراع/المجاهدة" (śārāh) مع الإله (أي "الذي يجاهد مع إيل")

وتقترح هذه الفرضية أن الاسم مركب وموجود بالفعل من قبل حادثة الصراع مع الإله إيل المذكور في سفر التكوين 32:28 ويشير هذا الإفتراض إلى اتحاد الإلهة الكنعانية الأم عشيرة/ أشيرت/ إسيرا (ʾAšērā - زوجة الإله الأسمى إيل (El)، حيث تشكل الإلهة المقطع الأول من الاسم (إسرا) ويشكل الإله إيل المقطع الثاني لتكون (إسرا - ئيل).

 

أولاً: السياق الكنعاني والإلهة الأم عشيرة (ʾAšērā)

1.1. عشيرة في نصوص أوغاريت:

  • تُعرف الإلهة في نصوص أوغاريت (الألفية الثانية قبل الميلاد) باسم أثيرة (???? - ʾAsirat).
  • وتُوصف بلقبها المميز (قنيت إلم) (qnyt ilm)، أي "صاحبة الآله" أو "خالقة الآلهة / والدة الآلهة"، مما يؤكد مكانتها كـالإلهة الأم للعرق الكنعاني بالأمومة.
  • تعد عشيرة/ إسيرا/ إسرا زوجة الإله الأب إيل (El)، وهو الإله الأول الذي ينحدر منه جميع شعبه بالبنوة والذي يُشار إليه بـ "أبو الآلهة" و "خالق الأبناء" بالبنوة (bny bnwt).

 

1.2. الجذر اللغوي السامي (Iʾ-Š-R):

  • الجذر السامي لاسمها هو ء-س-ر (Iʾ-Š-R)، والذي يحمل معانٍ سامية تشمل "السعادة"، "البركة"، و"الاستقامة" (مثل كلمة أُسرة وكلمة إشراقة في الأوغاريتية).
  • وفي العبرية، الاسم هو أسيرا الذي ينطقونها أشيرت والتاء منطوقة في العبرية وترجمة إلى عشيرة بالعربية (אֲשֵׁרָה - ʾĂšērā)، والذي كان يشار إليها في الممارسات العبادية الإسرائيلية القديمة إلى الإلهة نفسها أو إلى رمزها الطقسي (العمود المقدس أو الشجرة المقدسة).
  •  

ثانياً: تفكيك اسم "إسرائيل" (isrā'ēl)

2.1. التركيب التقليدي:

يُكتب اسم إسرائيل بالعبرية على النحو التالي: יִשְׂרָאֵל (isrā'ēl). ويُفسر تقليديًا على أنه:

{إسرائيل} ={إسرَ/إسْرَا} ({إسم الأم}) + {ئيل} ({إسم الأب})

 

المقطع الثاني: ئيل (El): هو بلا خلاف اسم الإله الآب في مَجْمعْ الآلهة الكنعاني، والذي أصبح لاحقاً جزءاً من أسماء العهد القديم (مثل صموئيل / جبرائيل) والذي تم إعطاؤه الرمزية لإسم الإله الأول الخالق.

لكن المقطع الأول: إسْرَا (isrā'): هو إسم زوجة الإله إيل عشيرة/ أسيرا/ إسرا - ʾAsirat والذي تم ربطه لاحقا بالجذر שׂרה (śārāh) بمعنى "غلب/صراع/جهاد"، ليكون المعنى "الذي صارع الإله".

 

2.2. الفرضية البديلة (فرضية "عشيرة وإيل"):

المقطع الأول من اسم إسرائيل، يِسْرَا/إسرا، هو شكل متحور لاسم الإلهة عشيرة/أثيرة (ʾAšērāʾAṯirat)، ليكون الاسم تعبيراً عن الاتحاد الإلهي المزدوج:

{إسرائيل} = {عشيرة/إسرا} + {إيل}

الدعم اللاهوتي: لقد قام أبناء إسرائيل في مجتمعاتهم المبكرة بعبادة آلهة رئيسية مزدوجة (إله ذكر وإلهة أنثى) لتمثيل الخلق والخصوبة (كما في إيل وعشيرة، وانتقل هذا للإله ويهوه إبنهما وعشيرته المذكورين في نقوش كونتيلة عجرود ). وتسمية الذرية باسم يحمل اسم الزوج الإلهي الأول هو تأكيد لهوية هذا النسل الذي يعتز بانتمائه للآلهة الأوائل بالبنوة.

التحدي اللغوي (التحول الصوتي): يتطلب هذا الربط افتراض تحولات صوتية مُبكرة في الاسم.

الجذر (ʾI-Š-R) إلى (A-ŚH-R): تحول حرف (س) إلى حرف (ش) في النطق ليس مستبعداً في التطورات اللغوية، كما أن تحول صوت (الشين Š) إلى (السين Ś) أو العكس هو تحول موثق بين اللغات السامية الشمالية الغربية (الأوغاريتية والعبرية).

وعلى الرغم من أن التفسير التقليدي لـ "الصراع مع الإله" هو السائد في السرد الديني اليهودي، إلا أن من الواضح على أن هذا من المحاولات التي تم إدراجها لإخفاء النسب ل الألهة " إسرا (عشيرة) وإيل" وأن هذا الطرح يفتح الباب أمام فهم أعمق للأصول الكنعانية والتركيبة البولي-لاهوتية (تعدد الآلهة) لأبناء إسرائيلية.

 

الفصل الرابع: الصراع بين بعل ويهوى — من تعدد الآلهة إلى سيادة الإله الواحد

 

4.1 مقدمة

يشكّل الصراع بين بعل ويهوى إحدى أهم اللحظات الفكرية في تطور العقيدة الدينية في المشرق القديم.

ففي حين مثّل بعل رمز الطبيعة والخصب والعاصفة، ظهر يهوى كإله جبلي محارب، ثم تطوّر تدريجيًا ليصبح الإله الأعلى الذي ورث خصائص “إيل العلي”.

هذه المنافسة اللاهوتية لم تكن مجرّد صراع أسطوري، بل تجسيد لتحوّلٍ فكري عميق من التعددية نحو التوحيد المركزي الذي غيّر شكل الديانة الإسرائيلية لاحقًا.

 

4.2 بعل: سيد المطر والعواصف

في الميثولوجيا الكنعانية، كان بعل (Baʿal) يعني “الرب” أو “السيد”، وهو أحد أبناء الإله إيل وعشيرة.

تُشير النصوص الأوغاريتية إلى أن بعل كان إله المطر والخصوبة والعواصف، وهو المسؤول عن دورة الحياة والموت في الطبيعة.

وقد ارتبط اسمه بالجبال والغيوم والرعد، مما جعله أكثر قربًا للإنسان الكنعاني الذي اعتمد على الزراعة والمطر.

يُوصف بعل في النصوص بأنه إلهٌ شابٌ محاربٌ، يواجه قوى الفوضى مثل "يم" (إله البحر) و"موت" (إله العالم السفلي)، وينتصر عليهما، فيعود المطر والنماء إلى الأرض.

هذه الرمزية جعلت بعل محبوبًا بين العامة، إذ ارتبط بالحياة اليومية والخصب والرجاء.

 

4.3 يهوى: الإله الجبلي الصاعد

أما يهوى (YHWH) فقد ظهر في البداية كإلهٍ محلي لقبائل الجنوب، وربما كانت له أصول في مناطق مدين أو تيمان، كما تشير النقوش القديمة (مثل نقش كونتيلة عجرود).

كان يُعرف بأنه “إله البرق والنار” و”إله الحرب”، شبيه ببعل من حيث القوة والجبروت، لكنه أكثر ارتباطًا بالجبال والصحارى.

مع مرور الزمن، بدأت عبادة يهوى تنتشر في المناطق الشمالية (مملكة إسرائيل) والجنوبية (يهوذا)، وأُعيدت صياغة صفاته لتشمل الخلق، الرحمة، والعدل، وهي صفات كانت تقليديًا من اختصاص الإله إيل.

 

4.4 تشابه وتنافس بين بعل ويهوى

يُظهر تحليل النصوص العبرية القديمة أن يهوى وبعل تشاركا العديد من الأوصاف:

  • كلاهما “راكب السحاب” (صفة تُنسب لبعل في الأوغاريتية، ثم ليهوى في المزامير).
  • كلاهما يُوصف بأنه “صوت الرعد” و”الذي يرسل المطر”.
  • كلاهما يُقدَّم له الذبائح في المرتفعات (باموت).

ومع ذلك، بدأ التنافس بين العبادتين يظهر بوضوح في النصوص الإسرائيلية القديمة، خاصة مع أنبياء مثل إيليا، الذين واجهوا أنبياء بعل واتهموهم بالانحراف عن عبادة الإله الحقيقي.

 

4.5 البعد السياسي والديني للصراع

لم يكن صراع بعل ويهوى مجرد جدال لاهوتي، بل كان صراعًا سياسيًا وثقافيًا بين المراكز الدينية الكبرى:

  • في مملكة إسرائيل الشمالية، استمر تأثير الكنعانيين والعبادات البعلية بقوة.
  • في مملكة يهوذا الجنوبية، سعى الملوك والكهنة إلى فرض عبادة يهوى بوصفها الديانة الرسمية للدولة.

وقد لعبت الإصلاحات الدينية — مثل إصلاحات الملك يوشيا في القرن السابع ق.م — دورًا محوريًا في توحيد العبادة حول يهوى، مع تدمير المعابد والمرتفعات التي كانت مخصصة لبعل وآلهة أخرى.

 

4.6 استيعاب يهوى لصفات إيل

مع مرور الوقت، اندمجت صورة يهوى مع صورة الإله الكنعاني الأعلى إيل، فتطوّر من إله قبلي محلي إلى إلهٍ كونيٍّ شامل.

يتجلى ذلك في ثلاثة مستويات:

الاسم واللقب: أصبح يهوى يُدعى “العلي”، “الإله الأب”، و”الخالق”، وهي ألقاب إيلية الأصل.

الوظيفة الكونية: اتسعت سلطته من مجال الحرب إلى السيطرة على الخلق والقدر.

البعد الأخلاقي: تحوّل من إله المنتقم إلى الإله العادل الرحيم.

بهذا الاندماج، تمكّن يهوى من احتواء كل من إيل وبعل، جامعًا بين السلطة الأبوية والحيوية الشبابية في كيانٍ واحدٍ، وهو ما مهد الطريق لظهور فكرة الإله الواحد.

 

4.7 رفض عبادة بعل في الأدب العبري

تنعكس معركة التوحيد بوضوح في النصوص العبرية، حيث يُهاجم الأنبياء عبادة بعل باستمرار.

ففي الأسفار القديمة يُتهم الشعب بـ"الزنا الروحي" لعبادتهم بعل، وتُذكر المذابح والأصنام رمزًا للانحراف الديني.

يصف النص الإلهي بعل بأنه إلهٌ كاذب لا يسمع ولا يرى، في مقابل يهوى الذي يجيب النار من السماء ويُنزل المطر بإرادته.

هذه السرديات لم تكن مجرد أساطير، بل أدوات فكرية لترسيخ هوية دينية موحدة، تقوم على عبادة الإله الواحد دون شريك.

 

4.8 التحول من التعدد إلى التوحيد

يُظهر تتبع تطور الفكر الديني أن توحيد العبادة ليهوى لم يحدث فجأة، بل عبر مراحل:

  • مرحلة التعدد المنظم: حيث كان يهوى أحد الآلهة ضمن مجمع إيل.
  • مرحلة السمو الإلهي: حيث أصبح يهوى الإله الأعلى بين الآلهة (توحيد نسبي).
  • مرحلة الحصرية: حيث أُعلن أن يهوى وحده الإله الحق، وأن باقي الآلهة لا وجود لها فعليًا (توحيد مطلق).

هذا التحول كان ثورة فكرية في عالمٍ كانت فيه فكرة الإله الواحد نادرة، ومهّد لظهور المفهوم اللاهوتي لاحقًا في الفلسفة والدين.

 

4.9 أثر الصراع في الذاكرة الثقافية

استمر تأثير هذا الصراع في المخيلة الدينية لقرون، إذ تحول بعل إلى رمزٍ للوثنية والانحراف، بينما أصبح يهوى مرادفًا للإله الواحد الحقيقي.

كما ساعد هذا الانقسام في صياغة هوية دينية مستقلة للشعب الإسرائيلي، ميزته عن الشعوب الكنعانية المجاورة، رغم الجذور المشتركة بينهما.

 

4.10 الخلاصة

لقد كان الصراع بين بعل ويهوى أكثر من نزاع بين آلهة؛ كان تحولًا حضاريًا وفكريًا في بنية الوعي الديني للإنسان السامي.

فقد مثّل بعل رمز الطبيعة والتعدد، بينما مثّل يهوى رمز النظام والوحدة.

وباستيعاب صفات إيل، أصبح يهوى الإله الأعلى، جامعًا بين العدل والرحمة والقوة، فاتحًا الطريق نحو عقيدة التوحيد التاريخية التي ستشكل أساس الفكر الديني في المنطقة لأكثر من ألف عام.

 

الفصل الثالث: إسرائيل ومعنى الاسم والهوية الدينية المبكرة

 

1. التحليل اللغوي لاسم "إسرائيل"

يُعد اسم "إسرائيل" من أكثر الأسماء إثارةً للجدل في دراسات اللغات السامية القديمة. يكتب بالعبرية יִשְׂרָאֵל (Yiśrā’ēl)، وقد ظهر لأول مرة في النصوص العبرية القديمة، كما وُجد لاحقًا في النقوش المصرية (لوحة مرنبتاح، القرن الثالث عشر قبل الميلاد).

يتألف الاسم من مقطعين:

"يسر" (Yiśrā): يُرجّح أن معناها "يجاهد" أو "يثبت"، وهي من الجذر السامي المشترك ś-r-h بمعنى "صارع" أو "قاوم".

"إيل" (El): اسم الإله الكنعاني الأعلى.

وعليه يكون المعنى الأصلي للاسم "إيل يجاهد" أو "إيل يثبت"، أو بصيغة أخرى "من يجاهد مع إيل"، ما يشير إلى علاقة مباشرة بين حامل الاسم والإله إيل في الإطار الكنعاني.

 

2. العلاقة بين الاسم والإله إيل

يشير اقتران الاسم بإيل إلى انتماء ثقافي وديني واضح للبيئة الكنعانية التي كان فيها إيل الإله الأعلى، الأب والراعي والمشرّع.

فقد كانت الأسماء في الشرق الأدنى القديم ذات دلالات لاهوتية، وغالبًا ما تضمنت أسماء الآلهة كعلامة على الانتماء أو التبجيل.

ومثلما كان فينيقيو وصيدونيون يسمون أبناءهم بأسماء مثل إليعازر ("إيل أعان")، أو إليشع ("إيل خلّص")، كذلك كان الإسرائيليون الأوائل يحمِلون أسماءً مرتبطة بإيل، مثل إلياهو وإسرائيل وإلعازر.

تؤكد هذه الظاهرة أن الجماعة التي شكلت نواة "إسرائيل" كانت جزءًا من العالم الكنعاني دينًا وثقافةً، ولم تنشأ من فراغ أو من ديانة جديدة منفصلة في بداياتها.

 

3. المظاهر الأولى للعبادة الإسرائيلية

تُظهر الدراسات الأركيولوجية أن الديانة الإسرائيلية الأولى لم تكن توحيدية خالصة، بل أقرب إلى المونولاترية، أي عبادة إله واحد دون نفي وجود غيره.

في النقوش والمواقع التي تعود إلى القرنين الثاني عشر والعاشر قبل الميلاد، نجد إشارات إلى يهوه وإيل وبعل تُعبد أحيانًا في موضع واحد، ما يدل على مرحلة انتقالية في الفكر الديني.

ومن الأمثلة على ذلك النقوش المكتشفة في كونتيلة عجرود وخربة القوم في صحراء النقب، التي تشير إلى "يهوه وسيدته عشيرة" — مما يعني أن فكرة القرين الإلهي كانت لا تزال حاضرة في المعتقدات الشعبية الإسرائيلية.

 

4. المعتقدات الإسرائيلية في عصر الآباء

في عصر ما قبل المملكة، أي زمن الآباء (إبراهيم، إسحاق، يعقوب)، نجد في النصوص التاريخية أنهم اتفقوا على الإله إيل:

إبراهيم: يعبد إيل مع زوجته سراي ومن بعد ذلك يظهر له يهوه في التكوين 12.

إسحاق: يتبع أباه إبراهيم في عبادة يهوه تكوين 26:2.

يعقوب يرجع لإتباع إيل: و يبني مذبحًا ودعى اسم المكان إيل بيت إيل لأن الله كان قد أعلن نفسه له قبلًا هناك (تك 28 : 11 - 22) "ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا للهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ»." (تك 35: 1).
.

هذا يعكس التوحيد دينيًا ما بين إيل ويهوه وتعدد مواقع العبادة. مما يشير إلى أن العبادة كانت متغيرة بينهما عند بداية التوحيد.

 

5. التحول من "إيل" إلى "يهوه"

بحسب الدراسات المقارنة، جرى في مرحلة ما بعد الخروج من كنعان — أو عند تبلور الهوية السياسية لإسرائيل — اندماج صفات إيل في شخصية يهوه، الإله الذي تبنته المملكة الإسرائيلية لاحقًا بوصفه الإله الأعلى.

في هذه المرحلة، انتقلت صفات "إيل" مثل الرحمة والأبوة والسيادة إلى إبنه "يهوه"، بينما احتُفظ الإله بعل بصفات القوة والحرب.

هكذا تبلورت صورة جديدة لإله واحد جامع في شخص مختلف، لكنها كانت نتاجًا لدمج وتطور تدريجي داخل الإطار الكنعاني نفسه، في بداية عصر موسى مع إلغاء إسم إيل كإله فيما بعد.

 

سفر الخروج 3

10 فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ».
11 فَقَالَ مُوسَى للهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟»
12 فَقَالَ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ».
13 فَقَالَ مُوسَى للهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟»
14 فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ» EHHEH-YEH. وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».
15 وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.


الجزء الثاني


Mohamed Awwad

4 Blog posts

Comments